الحركة الفكرية في بلاد شنقيط حتى نهاية القرن الثاني عشر، عبد الودود ولد عبد الله، حجم (21×17)، 2015
أستاذ جامعي ووزير سابق، له أ بحاث منشورة حول تاريخ الغرب الإفريقي عموما وقضايا التاريخ الثقافي والفكري بمنطقة الصحراء والساحل، على وجه الخصوص.
- كانت القرى الصغيرة والبوادي تابعة فكريا واقتصاديا للمدن الصحراوية الكبرى قبل أن تبرز أهمية القرى والبوادي القريبة من الشواطئ الأطلسية حيث المراكز التجارية الأوروبية. وعبرت التشكيلات الهامشية في هذه القرى والبوادي عن مطامحها الجديدة بتبني سلسلة من الحركات المعارضة لهيمنة الفقهاء والرؤساء التقليديين. وتزعم هذه الحركات صلحاء ينسب إليهم الكشف والكرامات مثل ناصر الدين ومحمد المجذوب. وتعمق الصراع الفكري عندما تولى قيادة التيار الصوفي علماء متمكنون مثل المجيدري.
- وقد واصل كبار الفقهاء والمتكلمين في الصحراء الشنقيطية (مثل عبد الله البوحسني وابن الأعمش وابن الهاشم، في مرحلة أولى، وابن بونا وابن الفاضل، في مرحلة ثانية) معارضتهم للتيارات الباطنية والصوفيةي وفاء لتقليد ورثوه عن سلفهم من العلماء الذين كانوا أصحاب الحل والعقد في المدن الصحراوية الكبرى.
- وبالإضافة إلى هذين الاتجاهين ظهر ثالث يدعو إلى التوفيق بين الفقه والتصوف وعلم الكلام الأشعري. وظهرت بواكير هذا التوجه خلال القرن الثاني عشر (18م) مع ابن رازقة واليدالي وأصبحت له السيطرة في أواخر هذا القرن عندما انتشر التصوف الطرقي على يد الشيخ الكنتي الكبير (....).