الإسلام والدولة في إفريقيا جنوب الصحراء، الفكر السياسي عند عثمان بن فودي خلال القرن 19 م، بهيجة الشاذلي، حجم (21×17)، 2015
المؤلفة : بهيجة الشاذلي، خريجة جامعة محمد الخامس بالرباط وجامعة السربون باريس 4، حاصلة على دكتوراه الدولة في التاريخ، نظمت وشاركت في عدة ندوات ومؤتمرات. لها عدة أبحاث منشورة داخل المغرب وخارجه، تعمل أستاذة التاريخ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء منذ سنة 1986.
يشكل هذا الكتاب مساهمة في دراسة حقل ظل بعيدا عن الباحثين المغاربة الذين اهتموا بقضايا الإسلام والدولة، فهو مسألة تداخل الدين والسياسة في إفريقيا جنوب الصحراء وعلاقتهما بالتحولات الاجتماعية، في محاولة لفهم وإعادة النظر في بعض الأفكار الجاهزة التي ارتبطت مؤخرا بالإسلام والمسلمين في المجتمعات الإفريقية مركزة على النزاعات التي تعيشها إفريقيا حاليا.
لقد شهد القرن التاسع عشر تحولات عميقة، شبيهة إلى حد ما بالفترة الراهنة، كانت لها انعكاسات بالغة الأهمية على عملية "إعادة تركيب" المجتمعات الإسلامية ومن ضمنها إفريقيا جنوب الصحراء. ولعب فيها المؤثر الديني الدور الأبرز في ترسيخ السلطة. ولعل هذا ما جسدته بقوة " الخلافة الإسلامية بصكتو" (نيجريا الحالية)، التي أسسها عثمان بن فودي سنة 1804م، ودامت إلى غاية سقوطها على يد الإنجليز سنة 1903.
تحاول الدراسة، اعتمادا على رصيد هام من الوثائق تتبع وتحليل مختلف العوامل التي ساهمت في قيادة عملية الإصلاح الديني والاجتماعي في آن واحد، كما تحاول تسليط الضوء على الاستراتيجية التي اتبعها عثمان بن فودي للملاءمة بين الدين وبين مختلف جوانب الحياة المتطورة في الزمان والمكان.